;:
قيل عن أنبا باخوميوس إنه كان ابنً= 575; لأبوين وثنيين من طيبة. وحدث أن الصبي ذهب مر= 577;ً مع والديه إل= 609; هيكلٍ للأصنام لكي يقدِّموا ذبيحةً لحيوانات مائية كانت تسكنها أروا= 81;ٌ شريرة[3]، ولما رأت تلك المخلوقات هذا الصبي خافت وهربت. فصاح الكاهن الموكَّل عل= 09; الذبيحة قائلاً: ”اِبعِدوا عدو الآلهة م= 606; هنا لكي يكفّوا عن غضبهم منّا، لأنهم بسببه لا يصعدون“! فوبّخه والداه قائل= 14;يْن: ”لماذا تُغضِب الآلهة منك“= 67; فتنهّد الصب= 10; وهو ناظرٌ إلى فوق، وانطلق إلى البيت.
وفي يومٍ آخر أحضروه معهم إلى الهيكل ليقدِّموا ذبيحةً. وبعد أن قدّموها أعطوه من الخمر الذي سكبوه للشياطين فتقيّأه بشدّة. فاغتم= 617; والداه لأنّ آلهتهما كان= 78; معاديةً له.
ولما صار راهبًا ذكر للرهبان هذه القصة قائلا= 11;: ”لا تظنوا أن= 617; الشياطين الذين لا يعرفون الصل= 75;ح أبعدوني في ذلك الوقت لسابق علمٍ منهم أنني سأحظى بالرحمة فيم= 75; بعد بقبولي للإيمان الحقيقي، لكنهم لما رأوا بغضتي للشرّ منذ صب= 575;ي - «لأنّ الله صنع الإنسان مستقيمًا» (ج= 575; 7: 29) - تيقّنوا في نفوسهم أنني سأُقبِل على عبادة الله، ولذلك حرّكو= 75; خدّامهم أن يُبعِدوني، وذلك مثلما يقول الإنسا= 06; عن حقلٍ قد تنقّى: إنّ هذا الحقل الذي تنقّى م= 606; كل زوانٍ لا بدّ أنه سيُزرَع ببذارٍ جيدةR= 20;[4].<= o:p>
وقيل إنّ والديه أرسلاه مرةً ومعه مرجل به لحم ظبي إلى عمّال في مكا= 606; ما. وفي الطري&#= 1602; جمع إبليس حشدًا من الشياطين حوله في هيئة &#= 1603;لابٍ يتحفزون لقتله، فرفع عينيه إلى السماء وبكى= 48; فتفرّقوا في الحال. ثم اتخذ إبليس شكل رجل عجوز وقال له: ”إذا كنتَ هكذا من= 600;زعجًا في الطريق فذلك لأنك غي= 585; مطيع لوالدي= 03;“. فنفخ الصبي ف= 610; وجهه فاختفى في الحال.
ولما وصل إلى المكان الذي أُرسِل إليه = 587;َلَّم مرجل اللحم إلى العمال، وكان لا بدّ أن يبيت هناك= 548; وكان لصاحب المكان ابنتان رائعتا الجم= 75;ل، فأمسكت إحداهما به قائلةً: ”اِضطجع معيR= 20;. ولكنه ارتعب من هذا الأمر لأنه كان يعتبره نجاس= 77;ً وخطيةً بشعة= 11; أمام الله والناس. فقال لها: ”أنا لا أقترف هذا العمل النجس. هل لي عينا كلب حتى أضطج= 593; مع أختي“؟ وهكذا أنقذه الله من يديها، ثم هر= 576; راكضًا إلى بيته[5].
باخوميوس يصبح مسيحيً= 75;:
أمر الإمبراطور قسطنطين بحشد عدد كبي= 585; للجندية لمحاربة أحد الملوك المت= 05;ردين، وأُخِذَ باخوميوس معهم وكان في سنّ العشرين تقريبًا، وركبوا سفينةً في النهر. ثم أرسى العساك= 85; الموكَّلون بهم عند مينا= 569; طيبة (القريب من إسنا)، وهناك وضعوه= 05; في حبس لكي لا يهرب أحد. ولم&#= 1575; سمع بهم بعض المسيحيين الرحومين آخ= 85; النهار، أحضروا لهم طعامًا وشرابًا واح= 78;ياجاتهم الأخرى، فتساءل باخوميوس: ”لماذا يصنع= 08;ن معنا هذه المحبة العظيمة وهم لا يعرفونناR= 20;؟ فقيل له إنهم مسيحيون، وه= 05; دائمًا يصنعون الرحمة حتى للغرباء لأج= 04; إله السماء. ولما تقصّى ع= 606; إيمانهم علم أنهم يؤمنون بالمسيح ابن الله ويصنعو= 06; صلاحًا لكل أحدٍ، واضعي= 06; رجاءهم في ذا= 603; الذي خلق السماء والأرض وكل م= 575; فيها.
فلما سمع ذلك عملت النعمة في قلبه والتهب قلبه بالفرح وبمخافة الله، ووضع ف= 610; قلبه أنه إذا تخلص من تلك الضغطة يصير مسيحيًا. ثم انفرد في حبس= 607; وصلّى قائلا= 11;: ”يا الله خال= 602; السماء والأرض، إذا نظرتَ إلى مذلّتي وخلّ= 89;تني من هذه الضيق= 577; سأخدمك حسب مشيئتك كل أيام حياتي وأحب كل النا= 587; وأخدمهم حسب وصيتك“. وقد تضايق من رفقائه كثيرًا في الطريق بسبب مسرّاتهم الدنيوية وانحرافاته = 5;، وكانوا يطلبون منه أ= 606; يشاركهم فيها، ولكنه = 603;ان يبتعد عنهم إ= 584; كان قد أحب الطهارة منذ طفولته.
ولما هزم قسطنطين أعداءه أمر بتسريح الشبان، فذه= 76; باخوميوس إل= 09; قرية "شنيست" (أو "كينوبوسكيو= ;ن") حيث بدأ يوفي نذره وصار موعوظًا في كنيستها وتعمّد في خميس الفصح المجيد، وفي الليلة التي أُهِّل فيها للأسرار الم= 02;دسة رأى في حلمٍ أنّ ندى السماء نازل= 12; عليه وتجمّع في يده اليمن= 609; وتحول إلى قر= 589; عسل وبدأ يقط= 585; على الأرض كلها (لعلها نبوة عن انتشار نظام= 07; الرهباني في العالم كله)، وسمع مَنْ يقول له: ”تأمل فيما يحدث لأنه سيتحقق بعد زمان“[6].
وقيل عنه: إنه خدم أهل قرية "شنيست" عندما مات الكثير منهم بسبب الوبأ، = 579;م شعر بالميل إلى الرهبنة= 48; ثم قال لنفسه: ”إنّ خدمة المرضى في القرى ليست م= 606; عمل الراهب، ومن اليوم لن أقوم بها لئلاّ يتشبه بي أحد (من الرهبان) ويعثر بسبـب= 10;“[7].
رهبنة باخوميوس بواسطة القديس بلامون:
وقي= 604; إنه بعد أن قضى ثلاث سنوات ف= 610; ذلك المكان ووجد أنّ كثيرين يحتشدون حول= 07; حتى صاروا ثقلاً كبيرً= 75; عليه، لأنهم ما كانوا يسمحون له بلحظة هدوء، = 608;لأنّ قلبه كان ملتهبًا بمحبة الله؛ حينئذٍ التم= 87; أن يصير راهبًا لكي يسلِّم نفسه لحياة النسك الهادئة.
وبينم= ;ا كان يفكر في الابتعاد عن ذلك المكان ل= 607;ذا الغرض، أخبر= 07; القسيس الذي عمّده بوجود شيخ ناسك عتي= 602; الأيام اسمه "بلامون"<= /span> يعيش بالقرب من تلك القرية، وقد صار قدوةً وأ= 576;ًا لكثيرين. ففي الحال ترك موضعه لشيخ بتول لكي يهت= 605; باحتياجات المساكين، ث= 05; ذهب إلى الشي= 582; القديس. ولما &#= 1602;رع باب قلاية الشيخ تطلّع إليه من الكوّة قائلاً: ”مَن= 618; أنت أيها الأخ؟ وماذا تريد“؟ فأجابه قائلاً: ”يا أبي، أريد أن تسمح لي أن أكون راهبًا معكم“. فقال له الأب: ”يا ب&= #1615;نيَّ، هذا الأمر الذي تطلبه ليس بهذه البساطة، فا= 04;رهبنة ليست مطلقة للكل ولا يأت= 610; إليها الإنس= 75;ن كيفما اتفق، وكثيرون جاءوا يطلبونها وه= 05; يجهلون أتعابها، ولما لم يتحمّلوها ويصبروا عليها ارتدّوا خائبين، مع أنّ الكتاب المقدس يوصينا في مواضع عديدة = 571;ن نفعل ذلك ناصحًا إيان= 75; أن نتعب في أصوامٍ وأسه= 75;ر وصلواتٍ متواترةٍ لك= 10; نخلص. فاذهب إلى مسكنك وتمسّك بما عندك وأنت ستكون مكرَّمًا من الله، أو جرِّب نفسك م= 606; كل ناحيةٍ لترى مقدار ثباتك ثم عُد= 618; إلينا، وحينئذٍ سنكون مستعد= 10;ن - بقدر ما يسمح لنا ضعفنا - أن نتعب معك حتى تحصل على معرفة ذاتك، ونُظهِر لك قدر الحياة الرهبانية“.
فأجابه باخوميوس: ”ي= 575; أبي، لا تردّني ولا تصدّ اشتياقي، بل اقبلني وأطل روحك عليَّ وجرِّبني، وبعد ذلك افع= 604; ما بدا لك“. فقال له الشيخ: ”جرِّ= 576; نفسك أنت أول= 575;ً يا بُنيَّ ثم تعالَ، لأنّ نسك الرهبنة فيه ضيق وخشونة وتقشُّف كثي= 85;، لأنّ تدبيره= 75; - حسبما تعلّمنا من الذين سبقون= 75;[8]- هو هكذا: نحن دائمًا نقضي نصف الليل، وكثيرًا ما نقضي من المساء حتى الصباح، ساهرين في ال= 589;لاة وتلاوة كلام الله، كما أننا نعمل بأيدينا في الخيوط أو ال= 587;عف أو الشعر أو ليف النخل لئلاّ يغلبن= 75; النعاس، ولأ= 80;ل قوام أجسادن= 75; أيضًا، وكل م= 575; هو أكثر من اح&#= 1578;ياجنا نعطيه للمساكين تبعًا لكلام الرسول: »أن نذكر الفقرا= 69;«= (غ㺪: 10). أمّا الزيت وشرب الخمر والأطعمة المطبوخة فه= 10; أشياء غير معروفة لدين= 75;. إننا دائمًا = 606;صوم حتى المساء ف= 610; فصل الصيف، وفي الشتاء نصوم يومين أ= 608; ثلاثة ونفطر على خبز وملح فقط. أمّا عن الصلوات فهي ستون صلاة في النهار وخمس= 08;ن بالليل، والصلوات السهمية لا نحصيها. ونحن نفعل ذلك حتى لا نكون مقصِّرين حي= 79; إننا قد أُوصينا أن نصلِّي بلا انقطاع (1ت㸃: 17)، كما أنه مكتوبٌ: »أَعَلى أحد بينكم مشقّات فليصلِّ« (ي㸿: 13)، كذلك فق= 583; أوصى ربنا يسوع المسيح تلاميذه قائلاً: »اسهروا وصلُّوا لئلاّ تدخلو= 75; في تجربة« (م