والمسيح هذا" جاء إلى عالمنا, مولود بحسب الروح, لا مخلوق بحسب الجسد, فكل من على هذه الأرض أولاد أدم يدعون, ألا المسيح, لم يكن أبناً لأدم أو من ذريته, ولم يرث الخطيئة الأولى, كما ورثناها نحن" فأفسدت طبيعتنا ولم نعد كاملين كما خلقنا.
لقد عاش المسيح بيننا كأي إنسان أخر, فقد كان يأكل ويجوع, يتعب ويتألم , ينام ويصحو, ولم يكن فيه ما يميزه عنا, ألا ما كان عليه من طاعة وعدم خضوع للشيطان.
أن المسيح" عاش كابن روحي لله, ليس كابن لله كما يفهمها الناس, أو بالمفهم الإنساني الضيق, فكل مؤمن بحسب الروح" أبن لله, لا عبد حقير" كما يعتقد البعض,(فالعبد عبد أن أطاع أو كفر, والابن أبن أن عصى طول الدهر).
لقد أراد لنا المسيح" أن ندرك هذا المفهوم, وأن نختبر محبة الله وقدرته, لكي نتغير عن شكلنا الحالي" بتجديد أذهاننا" لنكتشف الحق, والحق يحررنا, عندها نعرف ما هي مشيئة الله.
أن المسيح الإنسان" لم يخطئ إلى الله قط , ولم يكن للخطيئة مكان في حياته, وهذا ما جعل منهُ أنساناً كاملاً, بحسب فكر الله ومشيئته" وكما خلق الله الإنسان" منذ البدء.
لقد جُمع في شخص المسيح الأبوة والبنوة, الأبوة بحسب الطبيعة الإلهية" التي جسد بها محبة الله ورحمته, عندما جاء إلى الأرض" لينتصر للإنسان على الخطيئة, فيبذل نفسه كفارة عن خطايا الناس, أما البنوة فهي بحسب الجسد, والتي سلك بها كإنسان" لم يخطئ إلى الله قط , بل أطاع الله حتى الموت.
أن المسيح أيها الأحبة, أراد أن يعلمنا من خلال هاتين الصفتين, أن الله الذي خلقنا" هو أبٌ حنان ورحيم, ليس أله بعيد, يعاملنا بحسب أفكارنا, أو أنه أله لا يربطنا بهِ ألا ما فيه ثواب أو عقاب, وهذا كله كان بحسب الأبوة" التي أتى بها المسيح من أجل خلاصنا.
أما بحسب البنوة, فقد أراد لنا المسيح" أن نتعلم" كيف نسلك مع الله" كأبناء روحيين" لا كأبناءٍ جسديين" خاضعين للخطيئة" مولعين بالشهوات.
لهذا أيها الأخوة, أضع بين يديكم, هذا الحقيقة الإلهية الصادقة" أن أمنتم بها خلصتم, وأن لم تؤمنوا فلا خلاص لكم بالإعمال, لأنه مهما كانت أعمالكم حسنه, لا يمكن لها أن تمحوا آثامكم, أو تكون كفارةً عن خطاياكم, فلإعمال الحسنةِ, هي ناتج طبيعي لحاصل اكتساب الإنسان, الطبيعة الجديدة, التي يسلك بها مع الله كأبن روحي له, عندما يقبل المسيح مخلصاً شخصياً لحياته.
لذلك تعالوا إلى الله أيها الأحبة,ولا تدعوا الأوهام تخدعكم, فتعتقدون في أنفسكم, أن الله الذي خلقكم" أله بعيد أو مخيف أو أنه لا يمكن أن يقبلكم" مادمتم خطاة.
تعالوا أليه" وتأكدوا أنه سيقبلكم" مهما كانت آثامكم أو خطاياكم, لأن أبوكم السماوي إلى الآن
يحبكم" وهو بانتظاركم" ليغفر لكم ذنوبكم ويطهركم منها, أتعرفون لماذا.؟؟؟؟؟؟
لأن الله محبة