كان راهب يُدعَى "بترونيوس"،= وكان من أسرة غنية وق= 583; زَهَِدَ في ك= 604; شيء وترك منـ= 586;ل والديه وهو ابن عشرين سن= 577; ولم يرجع إلي= 607; حتى سلّم روح= 607; للرب. وليس ذلك فحسب؛ بل إنه استطاع أثناء حياته أن يُقنع أفراد أسرته أن يأتوا إلى الدير حيث أكملوا حياتهم، وكا= 06; رقادهم الأخير كمن ه= 605; في نوم لذيذ.
وقيل إنه كا= 606; من أهالي "بجوج" بإقليم "هوّ" (قرب نجع حمادي)، ولما اعتزل العال= 05; بنى له موضعً= 575; في أرض والدي= 607; التي تُدعَى "تيباو". فاجتمع معه هناك كل مَنْ أحب أن يعيش للمسيح. ولما سمع عن أنبا باخوميوس أرسل إليه يدعوه أن يضم ديره لنظام الشركة، فاستلم أنبا باخوميوس ال= 83;ير وبنى بعده ديرًا آخر قر= 576; مدينة "إشمين" (إخم¡= 0;م) وأقام الأب بترونيوس عليه وعلى ديرين آخرين قريبين منه لأن كلامه كا= 606; مصلحًا بملح.
وفي بادئ الأمر توسل بترونيوس إل= 09; الأب باخومي= 08;س أن يخدم مع الذين يسقون الإخوة الما= 69; على المائدة. وعند انصراف الإخوة من المائدة كان يقف على البا= 576; ويسجد لكل أخ طالبًا صلات= 07;. وثبت على هذه الحال ثلاث سنوات، ثم أمره الأب أن يجلس على المائدة مع الإخوة فاستجاب لأج= 04; الطاعة وهو حزين على مفارقته لخدمته، وصا= 85; يجلس آخر الك= 604; على المائدة باختياره.
أما والده، الذي يستحق مديحًا أكثر مما يمكننا أ= 606; نوفيه، فقد أحضر معه للدير غنمه وماشيته وكل أنواع أدوات= 07; وأوعيته ومنحها لأديرة أنبا باخوميوس الذي سلّمه دير "تيباو" الذي كان الإ= 582;وة يعيشون فيه خاضعين لنفس أنظمة الأدي= 85;ة الأخرى[1].
قال الأب باخوميوس في مرضه الأخير: &= #8221;صدّقوني إنني على يقي= 606; أن بترونيوس إذا عاش فهو يقدر أن يهتم بكم“. فقد كان هو أيضًا مريضًا في ديره المسمّ= 09; "تسمين" في منطقة "بانوبوليس". وأرسل إليه رسالةً بذلك= 48; فأحضروه وهو مريض، ورغم مرضه فقد كان حازمًا جدًا ومتيقظًا. وح= 587;ب نظامهم، فقد كان يُعطي الإخوة توجيهات في ك= 604; موضوع كانوا يسألونه عنه.
ول&= #1605;ا علم الأب بترونيوس أن الإخوة كانو= 75; ذاهبين إلى الإسكندرية تلك السنة لزيارة البابا أثناسيوس ولإحضار احت= 10;اجات الإخوة المرضى، استدعى أبّا تادرس وأرسل= 07; لخدمة الدير مع الإخوة الآخرين، وأرسل معه خطابًا إلى البابا بخصو= 89; انتقال الأب باخوميوس. ثم احتضن أبّا تادرس والذي= 06; معه قائلاً: ”&#= 1578;حياتي الحارة لأبي الإيمان، كم= 75; أنني أودعك، لأنه ربما سنرى بعضنا بعضًا في حضر= 577; أبينا (باخوم) والذين معه“. فسافروا وهم حزانى بسبب قوله هذا[2].<= o:p>
Ÿ= 3;ندما كان الإخوة ف= 610; الإسكندرية &= #1589;ار الأب بترونيوس مريضًا وفي حالة خطيرة ف= 610; دير "بافو"، = 8;رغم مرضه فقد كان حازمًا جدًا ومتيقظًا. وف= 610;ما كان على وشك أن يسلِّم الروح قال للإخوة المحيطين به: &#= 8221;كما هو مكتوبٌ: «أ&#= 1606;ا ذاهبٌ في طري= 602; الأرض كلها» (1مل2: 2)، فاختاروا من تريدون أن يكون لكم أبً= 575; ويغذيكم بوصايا الربR= 20;. فأجابوه: ”إن= 606;ا لا نعرف أحدً= 575; بعد الله وأبينا الراحل إلاّ أنت، فقد ائتمنك أبون= 75; علينا عندما كان على وشك أن يرقد“. فقال لهم: ”لق&#= 1583; تقرر أن أفار= 602; الجسد، وقد كُشف لي عدة مرات أن أبّا أورسيزيوس ه= 08; الذي يهذِّب نفوسكم في مخافة الرب“. ولما سمع الأ= 576; أورسيزيوس ذلك بكى قائلاً: ”هذا أمر يفوق طاقتي، وليس لي قدرة على ذلك“. فقال له الأب بترونيوس: ”ل= 587;تُ أنا الذي يعيّنك لهذه المهمة ولا إنسان، بل هو الله وأبونا الراحل“.
وب&= #1593;د قليل فتح الأ= 576; بترونيوس فم= 07; وسلّم روحه ب= 593;د أن ظل يسوس الإخوة أيامًا قليل= 77;ً بكلمة الله وتذكار أبيه= 05;. وقد انتقل في 27 أبيب (19 يوليو عام 346م)، أي بعž= 3; انتقال الأب باخوميوس بحوالي شهري= 06; ونصف. ثم كفّنوا جس= 583; ق. بترونيوس و&#= 1571;قاموا قداس الإفخا= 85;ستيا من أجله، ثم د&#= 1601;نوه بجوار الأب باخوميوس في الجبل بالصل= 08;ات والمزامير[3].
تناقش القدماء من الإخوة فيما بينهم قائلي= 06; بكل أسف: ”أليس أنه مما لا يوافقنا أن نظل في حزننا على ذاك الذي انتقل، الذي عيّنه لنا أبونا البار = 604;كي يغذّينا كما تهتم المربي= 77; بصغارها؟ فإ= 84;ا قلنا: "ربما يكون الرب غاضبًا منا"š= 8; فإن هذا يكون بلا معنى. إذن، فمبارك= 12; هو الرجل الذ= 610; أُعطيَ لنا، = 604;يته يمكث معنا طويلاً! وهو أيضًا - أي الأب أورسيز= 10;وس - كان مقرَّبًا جدًا من الذي= 606; رقدوا. وكثيرًا ما سمعنا أبانا (باخوميوس) يتكلم عنه بشعور من الرضى. كما أن الأب بترونيوس قا= 04; قبل انتقاله: "لستُ أنا ال= 84;ي أعيّنك لهذه المهمة بل الله وأبونا&quo= t;. ونحن نعلم جيدًا أنه لا يخرج من فمه أي كذب“.
أرسل أنبا أنطونيوس يعزّي الإخو= 77; قائلاً: أيها الإخو= 577; الأتقياء، أريد أن أخبركم أنني = 604;ما سمعتُ أن الأ= 576; القديس بترونيوس الذي عيّنه الأب باخوميوس لك= 10; يخلفه على الشركة "الك¡= 0;نونيا" قد رقد حزنتُ &#= 1580;دًا وخشيتُ من أن يصير الإخوة القديسون يتامى. وبينم= 575; كان الحزن متغلِّبًا عليَّ بلغ أذنيَّ صوت رقيق قائلاً: ’لقد أقام الرب على الكينونيا المقدسة أبً= 75; حاذقًا آخر ه= 608; الأب أورسيزيوس‘. = 608;بفضل روح الله الذ= 610; فيه سيكون قادرًا على ا= 604;اعتناء بنفوسكم وأجسادكم، لأنه بسبب تقواكم فقد تحقق قول الرب: «لا أترككم يتامى، إني آتي إليكم» (يو14: 18). والآن، أيها الإخوة القديسون، ينبغي ألاّ نسميه "أورسيزيوس"= ، بل "الإسرائيلي= ;" أي الذي ينظر الله بعينيه الداخليتين. إنكم لَمبار= 03;ون لأن الله جعلكم مستحقين لأب متقوٍّ بروح الله. فاطلبوا، إذ= 06;، من الرب إله أبينا باخوميوس لك= 10; يثبتكم في سل= 575;مه، ولكي تخضعوا له مثل جميع القديسين.=
ثم كتب أنبا أنطونيوس أيضًا لبطل المسيح الأب أثناسيوس رئيس الأساقفة طالبًا منه أيضًا أن يعزّي الإخو= 77; &#= 1576;كلام مشجِّع لأن كلاً من أبيه= 605; والذي عينه خ= 604;فًا له قد رقدا. فكتب البابا لهم قائلاً: رغم أنه ليس من الضروري أ= 606; أكتب لكم بخصوص الإخو= 77; الذين معكم أبناء أب الشركة المق= 83;سة أنبا باخوميوس، طالما أن الل= 607; قد أعطى راحة= 611; لكل من أبيهم والذي عيّنه خلفًا له، إذ قبلهما في مس= 575;كنه المجيدة؛ إلاّ أننا كن= 575; قلقين على حي= 575;ة الشركة من أن تتشتت أو أن يصير الإخوة القديسون يتامى. ولكن بفضل رفع أياديكم المقدسة سمع= 06;ا بعد قليل أن الأب المبار= 03; بترونيوس خليفة الأب المبارك القديس باخوميوس قد أقام الأب أو= 585;سيزيوس في مكانه. وإننا نعتقد أنه سيصير نو= 585;ًا عظيمًا للشركة، وأن كثيرين سينالون تعز= 10;ةً وقوةً وتهذيبًا عندما يتحدث بكلام ملهم بالنعمة الت= 10; يمنحها له ال= 604;ه. إننا مقتنعو= 06; أن هذا الرجل ينبغي أن يُدعَى "الإسرائيلي= ;". ونحن نحثكم أ= 606; تشجعوا الذي= 06; معكم وأن تبثّوا فيهم الولاء له وأن تعتنو= 575; بجميع احتياجاتهم. صلّ لأجلنا أيها الأب أورسيزيوس ا= 04;نور غير المطفأ وينبوع الفطنة وفخر القديسين[4]<![endif]>.
<= b>