قصـــ= ;ة
الأب مقـاره الكاتـب
&#= 1602;ال الأب مقاره الكاتب[1]:<= o:p>
إنني أردت¡= 5; الدخول إلى مدينة الإسكندرية لأقضي بعض حوائجي، ولم= 75; وصلتُ إلى المدينة لقيني رجلٌ ل= 575; أعرفه خارج المدينة وعل= 09; كتفه وعاءٌ و= 570;لة صناعة البساتين ومعه من ثمارها. فقال لي: ”من أين أتيت يا أبي، &#= 1608;إلى أين تقصد“؟ فقلتُ له: ”أتيتُ من الوادي المق= 83;س وأنا قاصدٌ هذه المدينةR= 20;. فقال لي: ”أسأ&#= 1604;ك أن تبيت عندي هذه الليلة، وعند الصباح تمضي إلى حيث تريد“. وكان حينئذٍ قد اقترب المسا= 69;. وألحَّ عليّ= 14; باسم المسيح فأجبته إلى طلبه ولم أكن أعلم مذهبه ولا معبوده، إلاّ أنه كان يعرف كلام أه= 604; الجبال، أي اللغة القبط= 10;ة، فسكنتُ إليه (أي ارتحتُ إليه) ومضيتُ معه.
ولما وصلنا إلى منزله أخرج م= 606; وعائه مفتاحًا وفت= 81; الباب، ودخل وأدخلني، فنظرتُ يمينًا ويسا= 85;ًا فلم أجد شيئً= 575; سوى حصيرة قد مضى عليها ال= 586;مان، ووعاء فيه ماء، وحبلاً مشدودًا في س= 602;ف البيت، وكتابًا موضوعًا على كرسي، وسراج= 11;ا فيه زيت، ومنديلاً في= 07; رغيف من الخب= 586; اليابس لا غير. فقدَّم لي أولاً ماءً، فغسلت= 15; وجهي ورجليّ= 14;، ثم بعد ذلك انتصب للصلاة، فوقفتُ وصلَّيتُ مع= 07; حتى أتمّ صلاته وأنا معه. ثم أحضر ذلك الرغيف اليابس وقليلاً من الملح وطلب مني أن آكل، فأخذتُ وأخذ معي وأكلنا كلانا. &= #1608;لما دخل الطعام ف= 610; فمي إذ بطعمه مثل شهد العس= 604; وأحلى منه، والملح كذلك مثله أيضًا، فداخلني العجب، وأما رغيف الخبز فأكلنا منه كلانا ولم ينقص منه شيء= 548; فقلت: ”ليت شعري، ما هذا الرجل“؟
وبعد أكل الخبز ابتدأ يسألني في ال= 603;تب المقدسة، وم= 75; فيها من أمر السيد المسي= 81; ويشرح تفسيرها. وكنتُ أنا كاتبًا جميع أيامي متضلّ= 16;عًا في الكتب المقدسة وأن= 75; لا أعرف ما أو&#= 1590;حه لي. فقلتُ: إنّ هذا الرجل رج= 604; الله أو ملاك= 548; وإنّ الله سهّل طريقي إ= 584; جمع بيني وبينه. وكنتُ &#= 1571;سمع منه ولا أقدر أن أُجيبه لأجل ما فيه من الروح الناطقة.
ولما كان الصباح بعد أن مضت الليلة وهو ل= 605; ينم، أخذ أداته كعادت= 07; وأراد الخرو= 80; إلى المكان ا= 604;ذي فيه الكرم الذي كان له وأنا لا أعلم بذلك، وقال لي: ”أنا أريد أن أخرج إلى عملي باكرًا = 580;دًا حتى أنصرف باكرًا“، وكان ذلك يعن= 610; به عن الآخرة وأنا لا أعلم. ودفع لي بمفتاح منزل= 07; وقال لي: ”اخر&#= 1580; إلى ما أردتَ من قضاء حوائجك، فاقضها وعُد إلى المنزل فإنك تكون عندي إلى عشر= 577; أيام“، فأخذ= 78;ُ منه المفتاح= 48; وتوجّه هو إل= 609; عمله.
أما أنا فمضيتُ إلى البيعة وتناول القربان، فو= 80;دتُ فيها رهبانً= 75; قديسين كنتُ أعرفهم، فلم= 75; رأوني فرحوا بي وقالوا لي: ”يامقاره، متى أتيتَ إل= 609; هنا“؟ فقلتُ: ”بالأمس“. فقالوا: ”وأي= 606; أنت نازلٌ“؟ فذكرتُ لهم صفة ذلك الرج= 604; فتعجّبوا ول= 05; يعرفوه. وسألوا رجلا= 11; كان قيِّمًا للبيعة خبيرًا بجمي= 93; سكان المدين= 77; فلم يعرفه، و= 603;ان ذلك عجبًا في تلك الساعة.
ولما فرغتُ من الصلاة والقداس، عُدتُ طالبً= 75; المنزل فلم أ= 580;ده وبقيتُ متحيرًا لا أعرفُ أين أذهب، فتفكّ= 85;تُ وقلتُ: ”إنّ كل ما رأيته كان منامًا (أي حلمًا)، أمضي وأقعد على الطريق ف= 610; المكان الذي = 575;جتمعتُ به أولاً فإنني سأراهR= 20;. وكنتُ قد وضع= 578;ُ في المنزل قب= 604; خروجي منه بع= 590; حوائجي. وخرج= 578;ُ إلى خارج المدينة وجلستُ على الطريق في المكان الذي اجتمعتُ به فيه أولاً، فما جلستُ إلاّ قليلاً وإذ بذلك الرجل قد أقب= 604; على تلك الحالة الأولى وأداته على كتفه، فتطلّ= 93; وأبصرني وقا= 04; لي: ”أَخرجتَ إلى ها هنا“؟ فأعلمته بكل ما حدث لي.
فقال لي: ”أسأتَ لي، لِمَ فعلتَ ذلك برجلٍ مُطالَبٌ بم= 75; قدَّمَت يدا= 07; وكنتُ لا أريد أن يُعرَف موضعي“؟ وكا= 06; هذا تعليمًا جيدًا، وتفكّرتُ قائلاً: ”إنّ ما قاله لي صحيحٌ أنني أسأتُ إليه“. ومشى وأنا أتبعه حتى دخلنا المنزل، وفع= 04; مثل المرة الأولى، وأق= 05;تُ عنده ثلاثة أيام، وذلك الرغيف لم ينقص منه شيء= 548; وقضيتُ بعض حوائجي في هذ= 607; المدة، وأرد= 78;ُ الانصراف فقال لي: ”أَلم أقل لك إنك تقيم عند= 610; عشرة أيام، ولم تنقض منه= 575; إلاّ ثلاثة أيام“؟
وأخذ أداته وأراد الخروج إلى كرمه، فقلتُ له: ”أنا اليوم أذهب معك إلى كرمك لأبصره وأبص= 85; عملك“. فقال لي: ”قم واذهب معي“. فأخذ بيدي وخرج قدّامي وأنا تابعٌ له حتى خرجنا من باب المدينة، وإ= 84; بثلاثة رجال لابسين مثله ومعهم أداة مثل أداته وقالوا له: ”لِمَ أبطأت= 14; علينا؟ انهضR= 20;. فنهض وهو يقو= 604; لي: ”يا مقاره &= #1575;مشِ خلفنا“. فمشيتُ وأنا أريد أن أكلمهم، ولك= 06;هم هو وإياهم لا يلتفتون إليَّ، وهم م= 580;ِدُّون في السير ولا أعلم أين يقصدون! ولم يحدث إلاّ عندما حان وق= 578; صلاة الساعة الثالثة أنن= 75; أشرفنا على عين ماءٍ جار= 613; ونهر ماء لا يعرف أحدٌ من العالم أين حدّه، وحوله شجر من النخيل والعنب والزيتون والتين والرمان. فصلُّوا، وبعد الصلاة أخذوا أدواتهم وظلُّوا يكر= 17;ِمون (أي يشتغلون في الكرم) في ذلك الشجر ول= 575; يأكلون من ثماره شيئًا= 48; فبقيتُ أنا متفكِّرًا.
ثم دنوتُ من الرجل الذ= 610; أنا نازلٌ عنده وقلتُ ل= 607;: ”مَنْ هؤلاء القوم“؟ فقا= 04; لي: ”هؤلاء القوم هم شركاء لي في هذه الروضة“. فقلتُ: ”لماذ= 575; لا يكلِّمونني̶= 0;؟ فقال لي: ”هم يعرفونك ولكنهم يقولون إنك ل= 575; تريد أن تكون مقيمًا معهمR= 20;. فقلتُ: ”إنهم يعملون أعمالاً لا أعرفها، وأن= 75; مشغولٌ بما أنت عارف، فإني أنسخ كت= 576; البيعة قاصدًا بذلك عمارتها، وأجدِّدُ منها ما خلع (أي ما تقادم)“.=
وأقمتُ ذلك النهار معهم، وعند صلاة الساعة = 575;لتاسعة أكلتُ من ثمر ذلك الشجر، وكنتُ أُكثِ= 85; الأكل منه ول= 575; أملُّ وهو لا يُشبعني، وقلتُ لذاك الرجل: ”إنّ ثمرة هذا الشجر لا تُشبِع الجائع“. فقا= 604; لي كلامًا هو تعليمٌ روحاني: ”إنّ اهتمامك هو بطعام العال= 05;، وتركتَ الاهتمام بالعمل الصالح، وال= 91;عام الروحاني أوجب لك من ذلك“. وللوقت علمتُ أنّ القوم صالحون، فدنوتُ إليه= 05; أريد أن أتبا= 585;ك منهم فلم أجدهم!
وبقيتُ ف= 610; الروضة وحدي= 48; أطوف فيها يمينًا وشما= 04;اً ولا أدري كيف أتجه. وأقمتُ على هذه الحا= 604;ة عامًا كاملاً، آكل من ثمر الشجر= 548; ولا أجد مَنْ يجاوبني ولا القوم الذين رأيتهم. وقلتُ: ”لقد فعل الل= 607; معي مثل قديسيه وأسكنني هذه الجنان، وهو الذي بعث لي هؤلاء القومR= 20;.
وفي آخر العام إذ بي أرى ركّابًا يريدون المس= 10;ر إلى قضاء حاجتهم، فتقدّمتُ إليهم وقلتُ = 604;هم: ”إلى أين تقصدون“؟ فقالوا: ”إلى مدينة الإسك= 06;درية“. فقلتُ لهم: ”هل لكم أن تحملوني فإن= 17;ِي تائهٌ في الب= 585;ية ولا أعلم أين أذهب“؟ وذلك بسبب ما داخل= 606;ي من محبة العالم، وبينهم ظهر ل= 610; الشيطان وجن= 08;ده في هذه الهيئ= 577; ليُخرِجونن¡= 0; من الموضع الرحب إلى الضيق والتعب، وحملوني وأن= 75; لا أعلم أنهم شياطين. وفي أسرع وقت وصل= 578;ُ إلى الإسكندريةš= 8; وكان أحد الركاب يقول: ”قد ربحناه وأخرجناه من النعيم إلى التعب“!
وفيما أن= 575; متفكِّرٌ في كلامه إذ بالرجل الذي = 603;نتُ نازلاً في بيته رأيته مقبلاً على الهيئة التي رأيته فيها يوم لقائه، وكان قد حلّ بي الشعور بالجوع، فمش= 09; قدامي وأنا أتبعه إلى ال= 605;نزل، وأحضر الرغي= 01; بعينه فأكلت= 15; وأكل معي كال= 605;عتاد، وقال لي: ”يا مقاره، أين كنتَ هذه المدّة“؟ فقلتُ له: ”إنني كنتُ ف= 610; موضع الروضة منذ فارقتكَ لأنك تركتني فيها ومضيتَ= 48; وانتظرتك أن تعود إليَّ فلم أستطع أن أراك إلاّ في هذه الساعة“.
ثم اقترب مني وقال لي: ”يا مقاره، اخترتُ لك مكانًا تكون فيه حتى تموت= 548; ولم ترغب أنت فيه، لكن الشيطان العدو هو الذ= 610; أخرجك منه ول= 605; تعلم“. فقلتُ له: ”يا أبي، مَنْ هؤلاء القوم الذين كانوا معك“؟ فعرَّفني أنهم آباء قديسون يسكن= 08;ن هذه المدينة = 608;قال لي: ”إن <= /b>&#= 1605;نازلهم مثل منزلي هذا. ونحن كل يوم نمضي سرّ= 611;ا إلى هذه الروضة، نصلِّي فيها ونصلح أشجار= 07;ا ونعود إلى منازلنا، وأهل هذه البلاد لا يشعرون بنا، ولو صبرتَ قليلاً لكنت= 14; لنا رفيقًا. هل تعرف هذه البرية والروضة“؟ فقلت¡= 5;: ”لا“. فقال لي: ”إنها من الجنان التي = 608;عد بها الله أتقياءه وأصفياءه، ولا يعرف أحد= 612; من الناس بُع= 583; المسافة بين العالم الكو= 06;ي وبينها“.
وللوقت صرتُ نادمًا= 48; كلح الوجه (أي متجهِّمًا)، وأطرقتُ وجه= 10; إلى الأرض، ولم أستطع رف= 593; رأسي بالجملة، ثم رفعتُ صوتي وبكيتُ نادمًا. فقال لي: ”قم ارجع إلى مكانك، فإنّ الله جعلك لتمجيد اسمه فيما تكتبه، وتصي= 85; إلى رعية شعب= 613; كبير“. وأخبرني بأشياء كثير= 77; لا أذكرها في هذا الكتاب ل= 574;لاّ يطول بذلك الشرح.
فأقمتُ عنده بقية الأيام التي ذكرها، ولم ت= 603;ن المدة التي كنتُ فيها في الروضة إلاّ مثل منام رأيته. وقد سألته في عدة مسائل وأبوا= 76; لمشكلات في الكتاب فأخبرني بها وبتفسيرها، وقد كتبتُها في كتاب "الم= 87;تاجوجيا" (Mystagogy وهو أخبار النسّاك وال= 05;تصوفين)، وليست في هذا الكتاب المسطور.
ولما أردتُ الذها= 76; أخرج ذلك الرغيف وأعطاه لي، وقال لي: ”خذ منه واستعمل وقت حاجتك إل= 609; الطعام، فإن= 07; يُغنيك عن كثيرٍ من الطعام، واحذر أن تُعلِم أحدً= 75; بما رأيت، ولكن دوِّنه في كتاب واجعله مُخف= 09; لا يقرأه أحد إلاّ بعد وفاتك. وأنا أُعلِمكَ أن= 03; تكون رئيسًا وتدوم رئاست= 03; اثنين وعشري= 06; سنة، وتكتب كتبًا كثيرة فيها عجائب وبراهين، وه= 10; تكون بعدك ذِكرًا“… ول= 05; أكن أعرف من أين هو ذلك الرجل.
ولما خرج ليودِّعني عند ذهابي قا= 604; لي: ”يا ولدي، أوصيك إذا انتقلَتْ إليك الرئاس= 77; فلا تكبر نفس= 603; على أخيك، ولكن كُنْ متواضعًا رحيمًا عفيفًا، فطو= 76;اك إذا فعلتَ هذا. وطوباك يا مقاره لأن= 603; تقدِّس قرابين كثيرة، وتُعِدّ للر= 76; شعبًا كثيرً= 75; وتصبغه بماء المعمودية. و= 601;ي العام الثان= 10; تأتي وتطلبن= 10; في هذا المنز= 604; ويُهديك الل= 07; إليه ولا يُخفيه عنك“.
وانطلقت= 15; عنه في تلك الساعة، ومضيتُ إلى مسكني بدير براموس، ولم يمرّ عليَّ إلاّ مدة يسيرة مقدار خمسة وعشرين يومًا، وإذ بالأب البطريرك أنبا ديمتريوس يص= 04; إلى هذا الدير، فأخذني ورسمني أسقفًا على كرسي نيقيوس[2]&#= 1548; وسلَّم إليّ= 14; رعية شعب كثي= 585; كما ذكر لي الأب. وبعد ذلك، مضيتُ ف= 610; العام الثان= 10; إلى الإسكندرية وطلبتُ ذلك الرجل فوجدت= 07; على تلك الحالة التي كنتُ أعرفه فيها، فتلقّاني عندما رآني، وقبّلني وقبّلته، ونزلتُ في من= 586;له فوجدتُ عنده القوم رفقاء= 07; الذين كنتُ ق= 583; رأيتهم، فسلّموا عليَّ وسلَّ= 05;تُ عليهم. وقالوا: ”يا مقاره، قد تحصّنتَ الي= 08;م من الشيطان، = 601;احفظ هذا الثوب، وهذا حصنٌ حصين“. وتباركتُ من= 07;م، ثم ودّعوني وأرادوا الذهاب، فسألتهم: ”هل لي أن أصل إلى تلك الروضة“= 67; فقالوا: ”لا، فهوذا أنت ترعى شعبًا عظيمًا، إيا= 03; أن تحيد في ال&#= 1581;كم أو تحابي“!
وأما ذلك الرغيف الذي أعطاني إياه ذلك الرجل، فكنتُ آكل من= 607; في اليوم ما يُغنيني عن ثلاثة أيام ف= 604;ا أعود أن آكل ف&#= 1610;ها طعامًا، وأردتُ السؤال عنه ومَنْ هو، فسألته عند الاجتماع به فلم يخبرني مَنْ هو.
وأنا مقاره كتبتُ هذا جميعه، وكنتُ قد سألتُ الله أ= 606; يحلّ هؤلاء القوم في منزلي ويصلُّوا في بيعتي بنيقيوس، فرأيتُ أحده= 05; قائمًا أمام= 10;، وقال لي: ”يا مقاره، إنك ل= 575; ترانا إلاّ ف= 610; اليوم &#= 1575;لذي تصير فيه إلى ربّك، فإننا نكون من الحا= 590;رين للصلاة عليك“… وهذا ما رأيته وسمعت= 07; وكتبته.
اُنظروا يا إخوة، إنّ الذي يرضي الله بعمله ف= 605;ا الذي يصير إليه من القد= 587; (أي القداسة)! فنسأل الله أ= 606; يجعلنا ممن يعملون بطاع= 78;ه، وأن يكُفّ عن= 575; سوء الشيطان العدو المنا= 89;ب لمقاتلتنا. والمجد للآب والابن والروح القد= 87; الآن وكل أوا= 606; وإلى دهر الدهور آمـي= 06;.