حى هو الرب
" حى هو الرب , ومبارك صخرتى , ومرتفع إله خلاصى " ( مز 18: 46)
إن الذخيرة الروحية العظيمة لكل مؤمن يجب أن تكون الشعور المستمر بحضور الرب يسوعمعه . ولا توجد قوة ترفع المؤمن إلى مستوى عالى مثل اليقين بأن الرب يسوع حاضر معه كل حين فعلياً .. وهذا الحضور مستقل عن شعوره الخاص , مستقل عن تقصيراته , مستقل أيضا عن فكره بخصوص كيفية إعلان الرب لحضوره معه .
ومن أقصر العبارات الجميلة التى تحوى معنى كبيرا جدا , هى هذه العبارة الصغيرة " حى هو الرب " . إنها تنفع لشخص مظلوم , تنفع لشخص فى حيرة شديدة يتلمس طريقه فى الظلام , او لآخر أغلقت أمامه جميع الأبواب ولا يجد منفذاً واحداً . تنفع لشخص يشعر انه وحيد فى هذه الحياة وليس له معين . إن الأشخاص الذين نستطيع الاعتماد عليهم فى ظروف كثيرة , والذى يخلصون لنا بشدة حتى أننا نجد معهم سعادتنا واطمئناننا , قد يأتى وقت نتلفت نبحث عنهم فلا نجدهم , إما بالموت او بُعد المسافة او تغير المشاعر او تداعى القوة مادياً او معنوياً .
إننا لا يمكن بأى حال نضمن ونطمئن الى وجودهم بجوارنا مدى الحياة . وهبنا تأكدنا من وجودهم معنا طوال الحياة , وتأكدنا من إخلاصهم الشديد ومحبتهم الصادقة وتسخيرهم كل إمكانياتهم لخدمتنا , لكن هل تستطيع محبتهم ان تجنبنا أشواك البرية وتضمن لنا الصحة والعافية , وتحمينا من ظلم الظالمين ومن غدر الزمن وإجحافه ؟
ان الرب الذى هو لنا فى كل أحوال الحياة صخرة وملجأ , هو يملؤنا فرحاً وسروراً وسلاماً مهما كانت زوابع هذه الحياة وتياراتها العنيفة ولُججها الهائلة , هو لنا إذا ظُلمنا , وهو لنا فى مرضنا , وهو معنا فى حيرتنا . هو يحمل وهو يرفع وينجى ... إنه الحى الى أبد الآبدين , الذى لا يعتريه تغيير ولا ظل دوران . انه لن يكف أبداً عن ان يكون مشيراً نصوحاً لك اذا طلبت مشورته بإخلاص , مُعيناً لك اذا هرعت اليه طالباً النجدة , مؤازراً ومُشدداً اذا التجأت اليه خائراً مُعيياً , خلاً وفياً وصديقاً مُحباً يملأ حياتك بهجة وسروراً.
عندما يموت الجميع من حولنا أدبياً او معنوياً , او بأية صورة كانت , يبقى لنا الرب , وفى الرب الكريم كلالكفاية لنفوسنا ... كم أشكرك يا سيدى , فأنت سندى وقوتى , ومعونتى وحكمتى , وكل شئ لى .