أسرة الملاك ميخائيل بطوخ دلكه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أسرة الملاك ميخائيل بطوخ دلكه

سلام الرب يسوع معك يا زائر
 
الموقعالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جمهره الخطايا التى تلدها الذات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ebrahim azer
نائب المدير
نائب المدير
ebrahim azer


عدد المساهمات : 103
تاريخ التسجيل : 30/11/2009

جمهره الخطايا التى تلدها الذات Empty
مُساهمةموضوع: جمهره الخطايا التى تلدها الذات   جمهره الخطايا التى تلدها الذات I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 01, 2009 1:15 am

كتاب الذات لقداسة البابا شنودة الثالث
· مشكلة الإنسان الأولى والكبرى، إن لم تكن مشكلته الوحيدة، هي الذات. فإذا استعرضنا الخطايا التي تأتي من الذات، نجد أنها كل الخطايا تقريباً...

لذلك فالإنسان المنتصر داخلياً على ذاته، هو إنسان منتصر على طول الخط. والإنسان المهزوم من نفسه، يمكن أن ينهزم أمام أي شئ. لذلك ما أجمل قول القديس يوحنا ذهبي الفم "لا يستطيع أحد أن يؤذي إنساناً، ما لم يؤذي هذا الإنسان نفسه". أي أن الإنسان إن لم يضر نفسه، فلا يستطيع أحد أن يضره. فالضرر الروحي لا يأتيه من الخارج، بقدر ما يأتيه من الداخل من ذاته...

وصدق مار اسحق حينما قال "إن الذي يصطلح مع نفسه، تصطلح معه السماء والأرض. وعبارة "يصطلح مع نفسه" تعني أنه لا يكون خصماً لها، يبعدها عن الله وعن الخير...

من الخطايا المشهورة، محاولة تكبير الذات.

وتكبير الذات يكون على نوعين : إما تكبيرها في شخصها. وإما تكبير بصفة مقارنة، من حيث مقارنتها بالغير، فتكون أكبر من غيرها وأفضل وأقوى وأعظم، أو أجمل أو أذكى...

وقد وقع الشيطان في الأمرين معاً. فمن جهة تكبير ذاته من جهة شخصها، قال "أصعد إلى السموات... أصعد إلى فوق مرتفعات السحاب" ومن الناحية المقارنة قال "أرفع كرسي فوق كواكب الله.. أصير مثل العليّ" (أش 14: 13، 14).

وبنفس الأسلوب، حارب الشيطان الإنسان الأول، بتكبير الذات بقوله لأدم وحواء "تصيران مثل الله، عارفين الخير والشر" (تك 3: 5). وسقط الإنسان أيضاً باللذة التي أراد أن يوفرها للذات، إذ رأى " أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر" (تك 3: 6)..

· إذن من الخطايا التي تُحارب بها الذات، اللذة.

واللذة تحارب الجسد والحواس بالشهوة. وفي ذلك قال القديس يوحنا الرسول "شهوة الجسد، وشهوة العين، وتعظم المعيشة.. والعالم يمضي وشهوته معه" (1يو 2: 16، 17). وهنا أضاف إلى شهوات الجسد، التي تلذ بها الذات، شهوة النفس هي تعظم المعيشة.

الإنسان المحب لذاته، يسعى إلى منحها اللذة بكل صورها: في الحس، في اللمس، في النظر، في الأكل والشرب ، في ملاذ الجسد..

· إنه يكون باستمرار متمركزاً حول ذاته.

ذاته هي كل شئ في نظره. رغباته أولاً، ومصالحه أولاً ورأيه. ويبلغ من أهتمامه بذاته، أنه لا يهتم بأحد. وفي وصوله إلى ما يريد قد يصطدم بغيره، أو يسئ إلى غيره. لا مانع من أن يقف ضد الكل، ليحقق ما تريده ذاته. تركيزه في ذاته يعميه عن كل شئ!

· وفي محبته لذاته، قد يمدح ذاته كثيراً ويمجدها.

إنه يتحدث عن نفسه. ولا يكون حديثه كاملاً ولا عادلاً. فهو لا يتحدث إلا عن محاسنها وأمجادها وانتصاراتها. ويخفي ما فيها من عيوب. وإن أظهر فيه أحد بعض هذه العيوب، يحاول أن يبررها ويدافع عنها...

هذا الإنسان الذي يمدح ذاته، كثيراً ما يكون حساساً جداً.

فهو حساس مثلاً من جهة كرامته ومن جهة حقوقه أقل شئ يتعبه أو يجرحه. أقل نصيحة أو عتاب أو لوم، يخدش شعوره.. ولا يحتمله وما أكثر ما يشعر أنه مظلوم أو مغبون الحق، وأن الناس لا تعطيه الاهتمام الكافي أو الاحترام اللائق به.

لهذا فهو يشكو في أحيان عديدة ، ويتذمر... لأن (الأنا) لم تأخذ المجال الذي يريده لها. ولهذا يكون سهل الاصطدام والاحتكاك.

أو قد يلجأ إلى الانطواء على ذاته، يتأمل محاسنها فيما بينه وبين نفسه دون أن ينجرح من الآخرين، هارباً من هذا المجتمع الذي لا يوفيه حقه، ولا يحقق له ذاته. أو على العكس قد يتداخل في كل شئ، ظاناً أنه بذلك يعطي ذاته فرصة للظهور...!



· إنه يحب نفسه محبة غير حكيمة وغير سليمة.

ينبطق عليه قول السيد الرب "من وجد نفسه يضيعها".

ففيما هو يريد أن يبني نفسه، نراه يهدمها. وفيما يريد أن يعظمها، يحطمها!! وهو في كل ذلك يريد أن يبني نفسه من الخارج بمظهرية خاطئة، بينما يقول المزمور " كل مجد ابنه الملك من داخل.. "

وهو في شعوره بذاته، وثقته الزائدة بها، يعتمد دائماً على نفسه.

في كل ما يصادفه من مشاكل أو صعاب، يعتمد فقط على زراعه البشري، على جهاده وذكائه ومقدراته الخاصة وحسن تصرفه. بينما الإنسان الروحي يعتمد على النعمة التي تأتيه من فوق، على عمل الروح فيه. وفي كل شئ يلجأ إلى الصلاة، ليشرك الله معه.

يقول الكتاب " الرب يقاتل عنكم، وأنتم تصمتون" (خر 14: 14).

وما معنى عبارة (تصمتون). سوى أنكم لا تعتمدون على ذواتكم.. الإنسان المعتمد على ذاته، يكثر العمل. أما المعتمد على الله، فهو يكثر الصلاة. المعتمد على ذاته إذا نجح فإنه يفتخر . أما المعتمد على الله. فإنه إذا نجح، يشكر الله ويمجده.

المعتمد على ذاته ينسى الله، ويستخدم مقدراته وإمكانياته وحيله وسياساته وأساليبه وقوته..! أما المعتمد على الله، فيجعل الله الكل في الكل.ويرى أن مقدراته هو: إن لم يعمل الله فيها، فليست شيئاً... لأنه "إن لم يبني الرب البيت، فباطلاً هو تعب البناءون" ( مز 127: 1). وقد قال السيد الرب "بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئاً" (يو 15: 5).

· الإنسان المعتد بذاته، هو بعيد كل البعد عن الطاعة والمشورة. ذلك لأنه لا يطيع إلا فكره، ولا يثق إلا برأيه.

وهو في كل ذلك لا يعتمد على نفسه. فهو حكيم في عيني ذاته. يرى أنه يعرف كل شئ. فلماذا يلجأ إلى الآباء الروحيين؟! ولماذا يستشير؟! أي شئ جديد سيأخذه منهم؟! وإن جلس إلى أب له في الأعتراف، فإنما لكي يأخذ منه مجرد الموافقة على ما قد قرره في ذهنه! وإن أشار عليه الأب بشئ، فإنه يجادله كثيراً، ولا يقبل منه رأياً بسهولة. وكذلك في علاقته مع أبيه بالجسد وسائر الكبار!

· لذلك فالإنسان المعتد بذاته، يكون صلب الرأي عنيداً..

وما أسهل أن يختلف مع الآخرين . ويعتبر كل من يخالفه في الرأي لابد أن يكون على خطأ. وهو إن دخل مع أحد في نقاش، ليس من السهل عليه أن يقتنع. وهكذا كان الهراطقة والمبتدعون في تاريخ الكنيسة: كم قدم لهم الآباء من شروحات واقناعات، ولكنهم أصروا على رأيهم. لأن الذات عندهم ما كان يمكنها أن تتراجع!!

· بل أن المعتد بذاته، يكون عنيداً حتى في علاقته مع الله نفسه. وهكذا لا يستطيع أن يحيا حياة التسليم.

إنه يريد من الله أن ينفذ له كل ما يطلبه وكل ما يعتقد أنه الخير لنفسه. ومن الصعب عليه أن يقول للرب "لتكن مشيئتك" ولهذا فهو كما يتذمر على الناس، يتذمر أيضاً على الله!! وكما يشكو من معاملة الناس له، كذلك يشكو أيضاً من معاملة الله له، سواء من جهة استجابة صلواته، أو من جهة نوعية الحياة التي يختارها الرب له. ذلك لأنه باستمرار يسلك حسب هواه..

· الإنسان المعتد بذاته، لا يمكن أن يكون متواضعاً.

ذلك لأنه أول مبدأ في التواضع هو إنكار الذات. أما الذي تحاربه الذات (الأنا)، فإنه يبحث باستمرار عن كرامته وشخصيته وما يريده لذاته من حقوق ومن سلطه وعلو. إن كان له مجد، يكون دائم لافتخار بمجده، وإن لم يكن له، يسعى دائماً إلى كل ألوان المجد.

· المعتد بذاته يكون باستمرار باراً في عينيّ نفسه.

إنه لا يدين نفسه أبداً. ولا يعترف بأنه أخطأ، سواء كان اعترافاً أمام الله أو أمام الناس، أو حتى فيما بينه وبين نفسه. وإن كان الخطأ الذي وقع فيه واضحاً، يحاول أن يحوّل المسئولية في ذلك إلى غيره، كما فعل كل من أدم وحواء (تك 3) أو يبرر ذاته من جهة الظروف المحيطة، الضاغطة!

إن رسب في امتحان، يعلل ذلك بصعوبة الامتحان، أو بصعوبة التصحيح. أو أنه يلوم الله الذي لم يساعده، بل قد تخلى عنه! أما إن نجح فإنه ينسب ذلك إلى ذاته، إلى مجهوده وذكائه...

المحارب بالأنا يميل أن يأخذ أكثر مما يعطي. ويحسب لأنه يبني ذاته بتوالي الأخذ، بسياسة الجمع والتكويم.

مثال ذلك الرجل الغني الغبي، الذي أخصبت كورته وازداد غناه فقال: أهدم مخازني وأبني أعظم منها.وأجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي. وأقول لنفسي: يا نفسي لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين عديدة . استريحي وكلي واشربي وافرحي (لو 12: 16 – 19).

إنه لم يفكر في أبديته، بل في تمتع ذاته على الأرض. وكانت النتيجة أنه خسر الأبدية والأرض أيضاً. وتلقب بالغني الغبي...

· وهكذا ممكن أن الاهتمام بالذات يؤدي إلى البخل.

الذي يحب أن تزيد أمواله لكي تتمتع بها الذات، يصبح صعباً عليه أن يعطي. وقد ضرب لنا الرب مثال الشاب الغني الذي مضى حزيناً، لأنه كان ذا أموال كثيرة (مت 19: 22). وأيضاً قصة ذلك الغني الذي لم يعط لعازر المسكين من الفتات الساقط من مائدته (لو 16: 21 ).

هؤلاء الأغنياء يرون أن العطاء ينقص مالهم الذي تتمتع به الذات.

· لذلك بسبب (الذات) لا يدفعون العشور ولا البكور.

فالمحارب بالذات لا يقول فقط (أنا)، إنما يقول أيضاً: مالي وممتلكاتي ومشروعاتي. ويفتخر بأن ماله يزيد يوماً بعد يوم. بينما إن دفع العشور ينقصه! وكذلك دفع البكور.. وفي هذا يقول الوحي الإلهي " سلبتموني، يقول الرب" (ملا 4). وقد قال السيد الرب "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أع 20: 35). لأن في العطاء محبة الغير وليس محبة الذات. كما حدث مع الأرملة التي دفعت من أعوازها.. (لو 21: 21).

ومن جهة العطاء، تذكر العطاء بصفة عامة، وليس العطاء فقط من المال.. يمكن العطاء من جهة الوقت والجهد والمشاعر.

فالمحارب (بالأنا)، يبخل في إعطاء جزء من وقته وجهده لغيره. ففي اهتمامه بذاته، يريد أن يكون كل الوقت من أجل هذه الذات بعكس السامري الصالح الذي مرّ على رجل جريح في الطريق: فأهتم به، وأعطاه من وقته وجهده وماله لكي يشفى (لو 11: 3 – 35).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جمهره الخطايا التى تلدها الذات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أسرة الملاك ميخائيل بطوخ دلكه :: - ––-–•====• † • منتدى الشباب • † •====•–--– - :: † شبابيات †-
انتقل الى: